عقار زيتيكا

شارك الموضوع

دراسة بحثية حديثة أن عقار زيتيكا الذي تنتجه شركة جونسون آند جونسون لمعالجة سرطان البروستاتا، أبطأ تطور المرض بشكل دراماتيكي بين الرجال الذين لم تبلغ حالتهم درجة تلزمهم باللجوء للعلاج الكيميائي، في حين وجهت السلطات الصحية الأمريكية بعدم استخدام فحص بي إس ايه للرجال فوق الخمسين لأن أضراره قد تكون أكثر من فوائده . وجدير بالذكر أن عقار زيتيكا تمت إجازته للاستخدام من قبل المرضى بعد العلاج الكيميائي .

كانت جونسون آند جونسون قد أعلنت في أبريل/نيسان الماضي أن الدراسة كانت إيجابية، وذلك بعد أن ذكرت لجنة مستقلة أن إعطاء المرضى دواءً وهمياً لم يعد مقبولاً من الناحية الأخلاقية .

وقد عرضت جونسون آند جونسون منذ عدة أيام النتائج الكاملة لأبحاثها وذلك في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للأورام السريرية في شيكاغو .

وفي التجربة البحثية الإكلينيكية التي شملت 1088 مريضا، كان المرضى الذين تلقوا توليفة من زيتيكا والدواء الاستيرويدي بريدنسون أقل أرجحية بنسبة 57% - لتفاقم السرطان بناءً على معيار يسمى راديو غرافيك بروغريشن فري سيرفيفال r PFS .

ويقول باحثون إن العقار يسهم أيضاً في إبطاء الحاجة للأفيونات ويؤخر استخدام العلاج الكيميائي والذي تشمل آثاره الإرهاق ومتاعب قلبية وارتفاع في ضغط الدم وفي إنزيمات الكبد .

وعلى الرغم من أن النتائج من الناحية الإحصائية لا تزال غير ملموسة إلا أن الباحثين يرون أن عقار زيتيكا بإمكانه إطالة فرص نجاة مرضى سرطان البروستاتا .

والتساؤل المهم الذي يدور في أذهان الأطباء والمستثمرين حالياً هو: لماذا قررت لجنة متابعة المعلومات والبيانات وهي هيئة خارجية الغرض منها، ضمان إجراء الدراسة بطريقة أخلاقية، إخبار المرضى بأنهم يتلقون دواءً وهمياً أو حقيقياً، قبل التوصل لنتيجة شاملة تثبت إطالة زيتيكا لفرص النجاة من السرطان؟

يذكر أن تحديد ومعرفة ما إذا كان زيتيكا يطيل فرص البقاء كان من أهداف الدراسة، إلى جانب قياس تأثيره في rPFS .

ومن أجل وقف الدراسة في مرحلة مبكرة، كان يفترض بالنتائج أن تصل لمستوى من الموثوقية الإحصائية أكبر بكثير من الحد الطبيعي، بحيث تصل للقيمة P التى هي أقل من أو مساوية ل 05 .0 ، وهذا يعني أن ثمة احتمالاً أو فرصة نسبتها 5 % بأن تأتي النتائج عن طريق الصدفة . ولكي تعتبر نتائج فرص البقاء ذات مغزى من الناحية الإحصائية، تحتاج لقيمة P تكون أقل من 0008 .0 .

وفي هذه الدراسة تم تخفيض خطر الموت في أية لحظة أثناء الدراسة بنسبة 25 % بقيمة لV بلغت 0097 .0 . وكان متوسط فترة البقاء 2 .27 شهر في المجموعة الخاضعة لتجربة العقار، لكنها لم تصل لهذا المستوى في المجموعة النشطة، ويقدر للمرضى الذين تم وضعهم على زيتيكا بأن تزيد فرص بقائهم على قيد الحياة بنسبة 33 % وهذا يعني زيادة فرص الحياة 9 أشهر أكثر، مقارنة بعقاقير سرطان البروستاتا الأخرى . ولكن حينما تتوقف التجارب في فترة مبكرة، تغامر بالمبالغة في تقدير منافع العقار وتكون هذه النتائج غير ذات مغزى من الناحية الإحصائية .

وبالرغم من تلقي المرضى في المجموعة المرصودة لعقار زيتيكا، من الممكن وفقاً لمايكل مييرس المسؤول عن برنامج زيتيكا في شركة جونسون آند جونسون أن يكون لنتائج البقاء مغزى .

ويعتقد مسؤول جونسون اند جونسون مييرس - وهو نفسه اختصاصي أورام - أن ميزة إطالة فرص البقاء - وحتى إذا وجدت في النهاية طريقها لملصق عبوة العقار بحيث يمكن استخدامها في التسويق - ستكون أقل أهمية من نشر النتائج في مجلة علمية مرموقة .

ويقول باحثون إن المعلومات الجديدة، تشكل خطراً على شركة ديندريون التي تصنع عقار بروفينغى الذي يعالج سرطلن البروستاتا .

من جهة ثانية، قالت السلطات الصحية الحكومية في الولايات المتحدة، إن الرجال الذين تخطوا سن الخمسين ويتمتعون بصحة جيدة لم يعد يتوجب عليهم أن يخضعوا لفحوص سرطان البروستاتا الروتينية لأن ضررها أكبر من نفعها .

وقد وجدت لجنة حكومية أمريكية مكونة من اختصاصيين - يطلق عليها فريق عمل الخدمات الوقائية - أن فحوص ال بي إس إيه P S A الخاصة بالدم، ليست موثوقة، وهي في الغالب تخرج بنتائج خاطئة .

واستشهدت اللجنة بدراسة أظهرت إخضاع أكثر من 1000 رجل للفحص للحيلولة دون وقوع حالة وفاة واحدة بسرطان البروستاتا، وذكرت اللجنة أن كثيراً من هؤلاء الرجال سيتم إخضاعهم لعلاج بلا داع .

ويقول توجيه أصدرته اللجنة أن رجالاً كثر عانوا العجز الجنسي وسلس البول والنوبات القلبية، وفي بعض الحالات لقي البعض منهم مصرعه بسبب العلاج من أورام صغيرة لن تقتلهم أبداً .

ونسبة إلى الأسباب المذكورة آنفاً لا تجري دول أوربية تشمل - المملكة المتحدة - فحوص ال بي إس إيه الروتينية .

وعلى أية حال، لا يزال بمقدور الرجال الذين يرغبون في إجراء فحص بي إس إيه إجرائه - بعد قيام الطبيب بشرح وتوصيف النقاط المشكوك فيها - وهذا يعزى لنتيجة توصلت إليها اللجنة وذكرت فيها أن فحص بي إس إيه وسط الرجال السود، لم يبحث بشكل كاف وكذلك الحال بالنسبة إلى الرجال الذين ينتمون لأسر لديها تاريخ من الإصابة بسرطان البروستاتا، والذين يكونون معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالمرض .

وقال مارك ويبستر المسؤول في إدارة الصحة والخدمات الإنسانية التابعة للحكومة الأمريكية: هذه معلومات مهمة للرجال، وينبغي عليهم أن يتحدثوا مع أطبائهم حول مخاطر ومنافع فحص سرطان البروستاتا والخروج بالقرار الأفضل لهم .

وقد تخطت إرشادات لجنة الخدمات الصحية، التوجيهات السابقة التي أصدرتها هيئات صحية كبرى من ضمنها جمعية السرطان الأمريكية، التي ظلت منذ فترة طويلة، تحث الرجال على الاختيار بأنفسهم بعد إخبارهم بإيجابيات وسلبيات فحص ال بي إس إيه .

وقالت الدكتورة فرجينيا موير الباحثة في كلية بايلور الطبية والتى ترأس اللجنة، أن الجدل لن ينتهي إلا بابتكار وتطوير أفضل فحوص توضح أو تحسم أرجحية تهديد الأورام التي تصيب الرجال، لحياتهم .

وأضافت: ينبغي أن نفحص الأورام التي ستصبح شرسة وأن نسعى إلى السيطرة عليها مبكراً .

وفي مقالة افتتاحية تضمنت التوجيهات الجديدة ونشرت في مجلة سجلات الطب الباطني الأكاديمية الأمريكية، جادل بعض أطباء المسالك البولية بأن اللجنة، قللت من قيمة فحص بي إس إيه، وبالغت في تقدير أضراره .

وقال الدكتور ويليام كاتالونا - المحاضر في جامعة نورث ويسترن والذي شارك في كتابة المقالة إن فحص بي إس إيه، يوفر للرجال فرصة هائلة لتفادي الوفاة من سرطان البروستاتا .

وبالمقابل، رحب الدكتور أوتيس براولي، كبير الأطباء في الجمعية الأمريكية للسرطان، بتوصيات اللجنة . وتمنى أن تحول دون إجراء فحوص موسعة .

وقال الدكتور براولي: السؤال هو: هل نقوم بمعالجة كل من يحتاج للعلاج حالياً؟ .

وقال إن مخاطر الوفاة هي نفسها في أوروبا والولايات المتحدة، بالرغم من خضوع كثير من الرجال الأمريكيين للفحص والتشخيص والعلاج . والمعروف علمياً أن تواجد البي إس إيه بكثرة في الدم يؤشر في بعض الأحيان إلى تفاقم سرطان البروستاتا، وقد يؤشر أيضاً إلى تضخم حميد في البروستاتا أو التهاب، وهذا قد يعني أن هنالك حاجة إلى إجراء فحص أكثر لنسيج البروستاتا فحص متقدم للخزعة .

ويقول الأطباء إن مخاطر التعرض لسرطان البروستاتا، تتزايد مع تقدم الرجال في السن، وفي الأغلب يكون نمو أورام البروستاتا بطيئاً، وتكون هذه الأورام من النمط الذي لا يشكل خطراً كبيراً ولا تتحول للنوع القاتل