تنظيم النسل
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن مسألة تنظيم النسل كلمة مجملة قد تحتمل أنواعاً من التفسير, والذي نفهمه من تنظيم النسل العناية لأسباب الحمل في وقتها على وجه لا يضر المرأة ولا يسبب لها متاعب كثيرة, وذلك بأن تتعاطى بعض الأدوية التي تمنع الحمل في وقت ما لمصلحة الحمل, أو لمصلحة المرأة, أو لمصلحتهما جميعاً, فهذا يسمى تنظيم النسل بتعاطي الأدوية والأسباب التي تعين على تنظيم النسل, وذلك بأن تكون مريضة لا تتحمل الحمل في كل سنة, أو يكون هناك أسباباً أخرى تقتضي عدم حملها في كل سنة يقررها الأطباء, أو تكون عادتها أن تحمل هذا على هذا كلما خرج من النفاس حملت بإذن الله, فيشق عليها تربية الأطفال والعناية بشؤونهم فتتعاطى بعض الأدوية حتى لا تحمل إلا بعد وقت, كأن تحمل بعد سنة, أو بعد سنتين من أجل مراعاة الأطفال وتربية الأطفال والعناية بشئونهم, وهذا لا حرج فيه إذا كان لمصلحة مذكورة بأن تكون تحمل هذا على هذا فلها أن تأخذ بعض الأدوية ليكون هناك فصل بين الولدين كسنة, أو سنتين مدة الرضاع حتى تستطيع القيام بالتربية المطلوبة, كما يجوز للرجل أن يعزل عنها للمصلحة, وهكذا تعاطي بعض الأدوية للمصلحة, وهكذا إذا كان يضرها الحمل لمرض بها, أو برحمها فيقرر الطبيب المختص أو الأطباء أو الطبيبات المختصات بأن حملها كل سنة, أو كل سنتين يضرها فقد تتعاطى بعض الأدوية التي تجعلها تحمل بعد سنتين, أو بعد ثلاث من أجل هذا المرض, أما ما قد يفسر به تنظيم النسل بأنها تتعاطى أدوية تمنع الحمل بعد ولدين, أو بعد ثلاثة, أو بعد أربعة هذا ليس بتنظيم, ولكنه قطع للنسل وحرمان للزوجين من النسل وهذا لا يجوز ؛لأن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالحث على تعاطي أسباب الولادة, وكثرة النسل للأمة كما في الحديث الصحيح وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) وفي لفظ (الأنبياء يوم القيامة), فهذا يدلنا على أن كثرة النسل أمر مطلوب لما فيه من تكثير عباد الله الصالحين, وتكثير أمة محمد-عليه الصلاة والسلام-, وتكثير من يعبد الله ويدعوه, ويستغيث به, ويبادر إلى طاعته ويدفع عباده, فهذا لا يسمى تنظيماً ولكنه قطع للنسل فلا يجوز, وهكذا تعاطي الأدوية التي تمنع الولد إلا بعد مدة طويلة أمر لا يجوز؛ لأن هذا يشبه القطع, وإنما يتقيد ذلك بحسب الحاجة والضرورة كما تقدم من مرضها أو مرض رحمها أو حملها هذا عن هذا حتى لا تستطيع التربية هذه الأسباب التي تقتضي التنظيم والله المستعان.
تنظيم الإنجاب
يعرف تنظيم الإنجاب أو تنظيم الأُسرة بأنه عملية تحديد الفترة الزمنية المناسبة للزوجين لإنجاب الأطفال، إلى جانب اعتماد المباعدة الزمنية بين الأحمال، وهناك العديد من الوسائل المُتبعة في هذا الإطار، مثل: شرب حبوب منع الحمل للمرأة، واستخدامها تقنية اللولب، أو استخدام الزوج الواقي الذكري، ولتنظيم الإنجاب العديد من الفوائد على الأم، والطفل، والزوج، والأُسرة، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن تلك الفوائد. فوائد تنظيم الإنجاب فوائد للأم تعزيز الصحة العامة للأم: الحمل يستنفد قوى الأم الجسدية، ويستهلك طاقتها بشكلٍ يومي على مدار تسعة أشهرٍ متواصلة، أي ما يزيد عن مئتين وخمسين يوماً. تقليل خطر الوفاة أو الإصابة بالأمراض: ترتفع احتمالية إصابة الأم بأمراض عدة مع أربعة أنواع من الحمل، ومن بينها: حالات الحمل بعد أربع ولادات، حيثُ إنّ مُتعددات الولادة قد يُصبن بمضاعفاتٍ خطيرة؛ كحدوث النزيف، وعطالة الرحم، وحالة الحمل قبل مرور عامين على آخر ولادة، فبعض النساء اللواتي يُقاربن في أحمالهن قد يُصبن والجنين بسوء التغذية وفقر الدم. شعور الأم بالراحة النفسية: الحمل المتكرر والمتقارب يجعل شعور الأُم بالقلق والتوتر دائماً، والمباعدة بين الأحمال يُشعرها بالراحة النفسية، ويُعطيها وقتاً للاسترخاء. استعادة الجسم الرشيق: يُعطي تنظيم الإنجاب المرأة الفرصة لاستعادة رشاقتها، وشكل جسمها خلال فترة ما قبل الولادة، أما في حال عدم تطبيق مفهوم تنظيم الإنجاب، سوف يبقى جسد المرأة مُترهلاً، ويختزن الدهون من الأحمال السابقة. فوائد للطفل تقليل احتمال تعرض الجنين للوفاة. تمتعه باهتمام الأُم ورعايتها الكافية التي لن يحصل عليها، في حال وجود حملٍ آخر قريب. تفادي إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض، التي سوف نذكر أبرزها فيما يأتي: نقص الوزن: وهي من المشاكل التي تؤثر على نمو الطفل بشكلٍ طبيعي، وترافقه حتى مراحل مُتقدمة من حياته. سوء التغذية: قد يؤدي سوء التغذية إلى الوفاة على إثر غياب الدعم الكافي لمناعة الطفل ضد الأمراض، والتأثيرات البيئية في محيطه. الأمراض الإنتانية أو المعدية: وهي الأمراض التي تنتج عن الفيروسات، والبكتيريا، والفطريات، والطفيليات. التشوهات الخلقية. احتمالية التأثير على درجة الذكاء، ويمكن ملاحظة هذا الأمر من خلال ضعف التحصيل الدراسي للطفل. فوائد للزوجين وجود العديد من الأطفال يُحدث المزيد من الضغط، من أجل تحمل المسؤولية من جهة الأم المُطَالَبَة بالاعتناء بالأطفال، والمنزل، والزوج، وفي حال إنجاب العديد من الأطفال؛ سوف تضطر الأُم إلى تخصيص المساحات الزمنية الكبيرة لهم على حساب المنزل، والوقت الكافي للاعتناء بالزوج، أو حتى التخطيط معه لحياةٍ أفضل، أو مشاركته العديد من الأمور كالفترة السابقة؛ مثل: ممارسة الرياضة الصباحية، أو تناول وجبات الطعام معاً، والذهاب في نزهات نهاية الأسبوع، والزيارات الاجتماعية، والتي أدى غيابها في كثيرٍ من الأحيان إلى فتور العلاقة الزوجية، وابتعاد الزوجين عن بعضهما البعض، مما قد يُهدد نسيج العلاقة الأسرية برمتها. فوائد اقتصادية تنظيم الإنجاب يعني تقليل المصاريف المالية التي يُنفقها رب الأُسرة أو الزوج على الأطفال؛ سواء بشراء الحفاضات، أو الملابس، وتجهيز السرير والخزانة، الخاصة بالمولود الجديد، بالإضافة إلى تكاليف الولادة، وتكاليف رعاية المولود إذا كان خداجاً؛ أي أنه وُلد مُبكراً في الشهر السابع أو الثامن من الحمل، وكثيراً ما يشعر الزوج بالضغط النفسي الرهيب عند زيادة المتطلبات المادية لعائلته التي كبرت سريعاً، بسبب تجاهل تنظيم الإنجاب
0 التعليقات: